الأمن الغذائي : ماهو؟ وماهي أبعاده الأربعة والستة - مدونة غذائيات

1.    مقدمة:

 لقد تطور تعريف الأمن الغذائي(Food Security) وتغير على مدى الخمسين عامًا الماضية ، بما في ذلك إدخال الركائز الأربع للأمن الغذائي التي يتم الاستشهاد بها بشكل شائع: التوافر ، والوصول ، والاستخدام ، والاستقرار ، والتي كانت مهمة في تشكيل السياسة الغذائية  ومع تنامي الجوع وعدم المساواة الغذائية وتغيرات المناخ واختلالات النظم البيئيو والزراعية والغذائية  زدا الالحاح العالمي من قبل خبراء الغذاء السامين لإدراج بعدي الوكالة والاستدامة للمفهوم .تعرفنا في مقالات سابقة على مفهوم السلامة الغذائية وأدوارها وأهميتها وأهدافها ومخاطرها الفيزيائية  . و سنتطرق في هذه المقالة  إلى مفهوم الأمن الغذائي  وأبعاده الرباعية والسداسية.

2.تعريف القمة العالمية للغذاء لمفهوم الأمن الغذائي : 

 مفهوم مرن وفضفاض ومعقد كما ينعكس في العديد من محاولات التعريف في جانبه العلمي البحثي أوفي شقه السياسي. حتى بلغت حوالي 200 تعريف في الكتابات المنشورة حتى قبل عقد من الزمان، [Maxwell، S. & Smith, M. 1992]و [Maxwell, S. 1996].

إن التطور المستمر لمفهوم الأمن الغذائيأوالمأمونية الغدائية كفاعل في السياسة العامة قد عكس الاعتراف الواسع بتعقيدات مسائله الفنية وجوانبه السياسية دات العلاقة.

حيث تبنى مؤتمر القمة العالمية للغذاء (World Food Summit) (WFS) في عام 1996 التعريف المعقد التالي:” الأمن الغدائي على المستويات الفردية والأسرية والمحلية والوطنية والإقليمية والدولية عندما يمكن لكل الناس وفي كل وقت الوصول المادي والإقتصادي لغداء مغدي وآمن وكافي يوافق رغباتهم ويلبي إحتياجاتهم اليومية لضمان حياة صحية ونشطة. (FAO. 1996) “

وفي حالة اللاأمن الغدائي (The State of Food Insecurity) لسنة 2001    تم تنقيح التعريف على النحو الأتي

3. تعريف الأمن الغذائي ذو الأبعاد الأربعة:

تطورت تعريفات الأمن الغذائي بمرور الوقت منذ إدخال المصطلح لأول مرة في سياق السياسات في أوائل السبعينيات. في السنوات التالية ، أصبح الأمن الغذائي مفهوماً على نطاق واسع مرتكز على أربع اركان أساسية: التوافر ، والوصول ، والاستخدام ، والاستقرار. منذ أزمة الغذاء 2007-2008 ، أصبح هذا الإطار المكون من أربع ركائز إلى حد ما شريعة داخل لجنة الأمم المتحدة للأمن الغذائي العالمي (CFS) ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).

” الأمن الغذائي وضعية تحقق عندما يصل كل الناس وفي كل الأوقات ماديا وإجتماعيا وإقتصاديا لغداء كافي وآمن ومغدي يلبي إحتياجاتهم اليومية ويوافق رغباتهم لضمان حياة نشطة وصحية. “(FAO. 2002)

ولظبط هدا التعريف الفضفاض وتحديد أبعاد الأمن الغدائي تم الاتفاق والإجماع على النقاط التعريفية التالية

• توافر الغذاء (Food availability): توافر كميات كافية من الأغذية ذات الجودة المناسبة، التي يتم توفيرها من خلال الإنتاج المحلي أو الواردات (بما في ذلك المساعدات الغذائية).

• الحصول على الغذاء (Food access): حصول الأفراد على الموارد الكافية للحصول على الأطعمة المناسبة لنظام غذائي مغذي. الاستحقاقات (Entitlements) تعرف على أنها مجموعة من حزم السلع التي يمكن لأي شخص أن ينشئ أمرًا فيها بالنظر إلى الترتيبات القانونية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية للمجتمع الذي يعيش فيه (بما في ذلك الحقوق التقليدية مثل الوصول إلى الموارد المشتركة).

• الاستخدام(Utilization): استخدام الغذاء من خلال اتباع نظام غذائي مناسب، والمياه النظيفة، والصرف الصحي والرعاية الصحية للوصول إلى حالة من الرفاه الغذائي الملبي لجميع الاحتياجات الفسيولوجية. وهذا يبرز أهمية المدخلات غير الغذائية في الأمن الغذائي.

• الاستقرار(Stability(: لضمان الأمن الغذائي، يجب أن يحصل السكان أو الأسرة أو الفرد على الغذاء الكافي في جميع الأوقات. ويجب ألا يخاطروا بخسارة الحصول على الغذاء نتيجة الصدمات المفاجئة (كالأزمة الاقتصادية أو المناخية) أو الأحداث الدورية (كانعدام الأمن الغذائي الموسمي). وبالتالي، يمكن أن يشير مفهوم الاستقرار إلى بعدي التوافر والحصول للأمن الغذائي.

شكل (1) : الأبعاد الأربعة لتعريف الأمن الغذائي

التعاريف المتناقضة للأمن الغذائي التي اعتُمدت في عامي 1974 و1996، مع التعاريف الرسمية لمنظمتي الغداء والزراعة والبنك الدولي لمنتصف الثمانينات، والمقارنة بينها يسلط الضوء على إعادة بناء التفكير الرسمي الكبير بشأن الأمن الغذائي الذي حدث على مدار 25 عامًا.وتوفر هذه البيانات أيضًا علامات مهمة للتحليلات السياسة، والتي أعادت تشكيل فهمنا للأمن الغذائي كمشكلة مسؤولية وطنية ودولية.

ويذكر أن مؤشر الأمن الغذائي يبنى على أربع معايير هي 

1. -تكلفة الغذاء
2. -وفرة الغذاء
3. - جودة الغذاء
4. -احتياطي الغذاء

4. مقترح الأبعاد الستة للأمن الغذائي :

شهدت العقود الأخيرة أيضًا وعيًا متزايدًا بالتحديات الهامة التي تؤثر على الجوع وسوء التغذية ، بما في ذلك اتساع عدم المساواة في النظام الغذائي الذي يتميز بديناميكيات القوة غير المتكافئة وتفاقم المناخ العالمي والأزمات البيئية. تثير هذه التطورات أسئلة مهمة حول ما إذا كان نهج الركائز الأربع لوضع تصور للأمن الغذائي يجسد بشكل كاف النطاق الكامل للأبعاد التي تهم الأمن الغذائي لذا استمرار إطار الركائز الأربع في الهيمنة على سياقات السياسات  أدى إلى خلق حالة تشير فيها وثائق السياسات في كثير من الأحيان إلى عدم المساواة والنظم الغذائية غير المستدامة باعتبارها سمات سياقية للنظم الغذائية.(*)

 لذا حان الوقت لإجراء تحديث رسمي لتعريف الأمن الغذائي ليشمل بعدين إضافيين اقترحهما فريق الخبراء رفيع المستوى المعني بالأمن الغذائي والتغذية: الوكالة والاستدامة. يظهر أن تأثير توسيع عدم المساواة في النظام الغذائي وزيادة الوعي بالعلاقات المعقدة بين النظم البيئية والأنظمة الغذائية تسلط الضوء على أهمية هذه الأبعاد الإضافية للمفهوم.  ومحاولة دمج  بشكل أكثر وضوحًا ومنهجية لكل من الوكالة والاستدامة في تعريف الأمن الغذائي ، وتوسيع المفهوم بشكل فعال من الإطار الرباعي  الأبعاد الى مقترح الإطار السداسي الابعاد .